للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا نظرت حولك وجدت أن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور، فإذا أعطينا كل ذكر أنثى لوجدنا الفائض عددًا كبيرًا، هذا العدد ما موقفه في المجتمع؟ !

إن هذا العدد سيعمل على إغراء الذكور بخيانة زوجاتهم، أو انتزاعهم من أحضان زوجاتهم، وتنتشر الرذيلة في المجتمع، ويكثر الأولاد غير الشرعيين، أما إذا أُخِذَ بالتعدد فإنه يمنع الكارثة، ويحل قضية الفائض من النساء، فلقد شرع الإسلام هذا التعدد لكي يحمي المجتمع من الفوضى والفساد، فالحل الإسلامي حَلٌّ طبيعي في حل مشكلة الفائض، والمُشَرِّعُ الأعلى يعلم أنه سيوجد فائض فيمن يخلق، ولكنه فائض لحكمة؛ وهذه الحكمة لجأ إليها كثير من الدول الآن حين لاحظوا نقصًا في عدد الرجال نتيجة الحروب، فأحبوا أن يعددوا حتى يخصب الرجل الواحد مجموعة من الإناث، فقد دخلت أوربا حربين عالميتين خلال ربع قرن ففني فيها ملايين الرجال، وأصبحت جماهير من النساء ما بين فتيات وما بين متزوجات قد فقدن عائلهن، وليس أمامهن إلا أن يتعرفن على المتزوجات الذين بقوا أحياء، فوجدت النساء المتزوجات قلقًا وهجرًا وحرمانًا نتيجة مخادنة النساء اللاتي ليس لهن عائل أو رجل لأزواجهن، فقامت جمعيات نسائية في أوربا تطلب بتعدد الزوجات لتلافي الخسارة البالغة والضياع الحتمي. اهـ (١)

فها قد رأيت واقعية الإسلام في شريعة تعدد الزوجات، ولكنه شرعها بضوابط، وهي الثانية.

[الوجه الثاني: ضوابط تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية.]

[الضابط الأول: العدل بين الزوجات.]

المراد بالعدل هنا: هو التسوية بين الزوجات في الأمور المادية: كالطعام، والكسوة، والسكن، والمبيت؛ من غير تفرقة بين زوجة غنية وفقيرة، وعظيمة وحقيرة. (٢)


(١) المرأة بين الفقة والقانون للسباعي (٨٣)، نقلًا عن تعدد الزوجات في الأديان، وانظر أضواء البيان للشنقيطي تفسير الآية: ٢ من سورة النساء، والظلال لسيد قطب آية: ٣ من سورة النساء.
(٢) الزواج للحفناوي (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>