للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ألف خادم، كل خادم على عمل ما عليه صاحبه. (١) (٢)

فسياق الآيات تدل على أنهم يطوفون بالأكواب فهذا هو عملهم، ولم يجمع القرآن بين الحور العين والولدان في آية واحدة، فلو كان حدث ذلك لأمكن لصاحب الشبهة أن يتقول على القرآن بأنه ما جمع بينهما إلا من أجل الإغراء الجنسي بأن الحور العين هي لمن يحب التلذذ بالنساء، والولدان المخلدين لمن يحب التلذذ باللواط.

الوجه الثالث: الإسلام يعتبر الشذوذ جريمة. (٣)

إن الإسلام يعتبر الشذوذ جريمة لا تضاهيها جريمة، لأنها تخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكل ما يخالف الفطرة هو يخالف الإسلام، لأن الإسلام دين الفطرة، ولنقرأ هذه الآيات: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦)} [الشعراء: ١٦٥ - ١٦٦]، وقوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَال شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥)} [النمل: ٥٤ - ٥٥]، وقوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَال لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَال وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩)} [العنكبوت: ٢٨ - ٢٩].

وقال سبحانه: {وَلُوطًا إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَال شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ


(١) أخرجه الطبري في تفسيره ١١/ ٢١٠. وفيه عنعنة قتادة وهو مدلس.
(٢) تفسير ابن كثير ٨/ ٢٩٢.
(٣) راجع شبهة اللواط في هذه الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>