للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففتح التابوت فإذا فيه صبي في مهده فألقى الله عليه محبته وعطف عليه نفسه قالت امرأته آسية: {لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}. (١)

وبعد هذا العرض تبين أن الراجح هو القول الأول أن الذي أخذه من البحر جواري امرأة فرعون.

[الوجه الرابع: التوراة لم تثبت أن ابنة فرعون هي التي التقطته وإنما أثبت أن الجواري هن اللواتي أخذنه.]

فقد ادعو أن الكتاب عندهم يثبت أن ابنة فرعون هي التي أخذته من النهر وهذا خطأ ولكن الذي في الكتاب عندهم هو: فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ (سفر الخروج ٢/ ٥).

قال ابن كثير: وعند أهل الكتاب أن التي التقطت موسى - دربتة - ابنة فرعون، وليس لامرأته ذكر بالكلية، وهذا من غلطهم على كتاب الله - عز وجل -. (٢)

* * * *


(١) الطبري في تفسيره (٢٠/ ٣٢) من حديث ابن حميد، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٦٧٠٠) من حديث عبد الرحمن بن سلمة كلاهما (ابن حميد وعبد الرحمن) ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق. وهو ضعيف جدًّا.
(٢) قصص الأنبياء (٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>