للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاه إياها مرقس عند الكلام على دعوة أحد التلاميذ، فربطها بذلك التلميذ الخاص أحد الاثني عشر (متّى) الذي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها". (١)

وأما لغة كتابة هذا الإنجيل:

فيكاد المحققون يُجمعون على أنها العبرانية، ورأى بعضهم بأنها السريانية أو اليونانية.

ولعل أهم الشهادات التاريخية لهذا الإنجيل شهادة أسقف هرابوليس الأسقف بابياس ١٥٥ م حين قال: "قد كتب متى الأقوال بالعبرانية، ثم ترجمها كل واحد إلى اليونانية حسب استطاعته" كما يقول ايريناوس أسقف ليون ٢٠٠ م في كتابه "الرد على الهراطقة" بأن متى وضع إنجيلًا للعبرانيين كتب بلغتهم.

ولما كانت جميع مخطوطات الإنجيل الموجودة يونانية فقد تساءل المحققون عن مترجم الأصل العبراني إلى اليونانية، وفي ذلك أقوال كثيرة لا دليل عليها البتة، فقيل بأن مترجمه متى نفسه، وقيل: بل يوحنا الإنجيلي، وقيل غيرهما.

والصحيح ما قاله القديس جيروم (٤٢٠ م): "الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف"، بل لعل مترجمه أكثر من واحد كما قال بابياس.

وقد قال نورتن الملقب "بحامي الإنجيل" عن عمل هذا المترجم المجهول: "إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس. فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه". (٢)

[٣ - أدلة الكنيسة على صحة نسبة الإنجيل إلى متى]

وتؤكد الكنيسة بأن متى هو كاتب الإنجيل، وتستند لأمور ذكرها محررو قاموس الكتاب المقدس، أهمها: "الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر".

وأيضًا "لا يعقل أن إنجيلًا خطيرًا كهذا - هو في مقدمة الأناجيل - ينسب إلى


(١) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (٥٨)، الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٢٢).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (٢/ ٥٢٣ - ٥٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>