للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)} [الكهف: ٢٩].

قال ابن جرير: وقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} يقول تعالى ذكره: فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير، أو شرّ أو طاعة، أو معصية. (١)

ذكر من قال ذلك:

عن ابن عباس، قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} يقول: بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ. (٢)

عن مجاهد {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: عَرَّفَها. (٣)

عن قتادة {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)}: فبَيَّن لها فجورها وتقواها. (٤)

عن الضحاك بن مزاحم {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: الطاعةَ والمعصيةَ. (٥)

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنَّ الله جعل فيها ذلك.

ذكر من قال ذلك:

قال ابن زيد، في قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} قال: جعل فيها فجورَها وتقواها. (٦)

الوجه الثاني: الرب يضلل الناس في كتبهم المقدسة


(١) تفسير الطبري (٣٠/ ٢١٠).
(٢) إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠). فيه على بن أبى طلحة صدوق يخطئ ثم هو لم يسمع من ابن عباس التفسير فهو مرسل (جامع التحصيل ١/ ٢٤٠).
(٣) أخرجه الطبرى في تفسيره (٣٠/ ٢١٠). من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
(٤) إسناده صحيح. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (٣٦٢٧) من طريق معمر، وأخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) من طريق سعيد. كلاهما عن قتادة به.
(٥) حسن. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (٣٦٢٨) من طريق ابن أبي داود. وأخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) من طريق عبيد كلاهما عن الضحاك به.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢١٠) حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب عن ابن زيد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>