للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس: هو التراب المبتل المنتن. وقال مجاهد: هو المنتن المتغير. قال البغوي: وفي بعض الآثار: إنّ اللَّه تعالى خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغير أسود ثم خلق منه آدم عليه السلام (١).

[المرحلة الصلصالية]

وهي المرحلة الأخيرة في هذه السلسلة حيث انتقلت مادة الحمأ المسنون -كما جاء في سورة الحجر- على صلصال، وتخبرنا آية سورة الرحمن أن هذه المادة الصلصالية تشبه مادة الفخار؛ وهو الطين الذي تم طبخه وشيه كما ورد في فقرة سابقة، فحيث أن هذا الطين كان مخلوطًا بالرمل فهذا هو الصلصال.

قال الرازي: الصَّلْصالُ: الطين الحر خُلط بالرمل فصار يَتَصَلْصَلُ إذا جف، فإذا طُبخ بالنار فهو الفخار (٢).

وقال ابن منظور: والصَّلْصالُ مِن الطِّين: ما لم يُجْعَل خَزَفًا، سُمِّي به لَتَصَلْصُله، وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلًا، وطِينٌ صِلَّال ومِصْلالٌ أَي: يُصوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد (٣).

قال شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني:

(من صلصال) أي: من الطين الشديد اليابس الذي لم تصبه نار، إذا نقرته سمعت له صلصلة، أي: صوتًا. وقال ابن عباس: هو الطين إذا نضب عنه الماء تشقق فإذا حرّك تقعقع. وقال مجاهد: هو الطين المنتن، واختاره الكسائي. وقال الفراء: هو طين خلط برمل فصار له صوت عند نقره. وقال الرازي: قال المفسرون: خلق اللَّه تعالى آدم من طين فصوّره وتركه في الشمس أربعين سنة فصار صلصالًا لا يدري أحد ما يراد به ولم يروا شيئا من الصور يشبهه إلى أن نفخ فيه الروح (٤).


(١) تفسير السراج المنير ٢/ ١٥٨.
(٢) مختار الصحاح ١/ ١٥٤.
(٣) لسان العرب ١١/ ٣٨٢.
(٤) تفسير السراج المنير ٢/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>