للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَال الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)} [الأعراف: ١٥٧].

وأمثال هذه الآيات كثير في القرآن، ونفتقدها في الأسفار المقدسة عند اليهود والنصارى اليوم، وذلك مؤذن ببطلان استدلالهم بالقرآن على توثيق ما في أيديهم من الكتب، إذ توثيق القرآن ومدحه، إنما هما لكتاب الله ووحيه، وليس للمحرف من كتبهم، والمنسوب زورًا إلى الله عز وجل. (١)

[الباب الثالث: مدى صحة الكتاب المقدس]

[الفصل الأول: هل للكتاب المقدس إسناد؟]

تمهيد: " ... فلابد لكون الكتاب سماويًا واجب التسليم أن يثبت أولًا بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة النبي الفلاني، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير ولا تبديل، والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص، وكذلك مجرد ادعاء فرقة أو فِرَق لا يكفي فيه .... ". (٢)

وسنحاول خلال هذا المبحث أن نرى هل ثبت فعلًا أن للكتاب المقدس بشقيه (القديم والجديد) إسناد؟ أم هي محض توهمات وتخييلات؟ ، ونبدأ:

أولًا: بالعهد القديم:

أولًا: لمحة تاريخية عن التوراة والأدوار التي مرت بها

عدم حفظ الله للكتب السابقة: لم يتكفل الله بحفظ الكتب السماوية السابقة المتقدمة كما تكفل بحفظ القرآن الكريم، بل وَكَّل حفظ الكتب إلى علماء الأمة التي أُنزل عليها؛ ولذلك كانت تلك الكتب عرضة للتحريف والضياع، وخصوصًا إذا مرت بتلك الأمة فترات اضطهاد، وهذا هو عين ما حدث للكتابين المنزلين على بني إسرائيل (التوراة والإنجيل).


(١) انظر: هل العهد القديم كلمة الله؟ (٨) بتصرف سير.
(٢) إظهار الحق ١/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>