تقول الرهبانية اليسوعية تعليقًا على هذا النص:"تلميح إلى الساعة الأخيرة من التاريخ، كان المسيحيون الأوائل ومنهم يوحنا، على يقين من أن تلك الساعة قريبة، ولكنهم كانوا يعتقدون بأن مجيء الرب في المجد سيسبقه قيام كائن مفسد، هو المسيح الدجال".
[٢ - معجزات المؤمنين]
ومن النصوص أيضًا التي تثبت شهادة الواقع خطأ الإنجيليين فيها، لأن المسيح لا يكذب، ولا يمكن أن يقول ما نسب إليه فيها، إذ هو من الخطأ البيّن.
من ذلك ما جاء في خاتمة مرقس، ففيها أن المسيح ظهر لتلاميذه بعد الصلب وقال لهم:"وَهذه الآيَاتُ تَتْبَعُ المؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا يُميتًا لَا يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى المرْضَى فَيَبْرَأُونَ". (مرقس ١٦/ ١٧ - ١٨).
وقريبًا من هذا المعنى يقول مرقس بأن المسيح قال لتلاميذه:": "لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِالله. لأَنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَال لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَال يَكُونُ لَهُ." (مرقس ١١/ ٢٢ - ٢٣).
وفي إنجيل متى: "وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلَاةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالونَهُ"."(متى ٢١/ ٢٢) وحين تقدم رجل إلى المسيح يرجوه أن يشفي ابنه من الصرع، ويقول:". لكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فتحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا". فَقَال لَهُ يَسُوعُ:"إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ". فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَال:"أُومنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي"." (مرقس ٩/ ٢٣)، لقد أفهمه المسيح أن صنع المعجزات -كل المعجزات- يقدر عليه المؤمنون، وعليه طلب منه الإيمان ليشفي ابنه، فتعهد الرجل بالإيمان، وشفى له المسيح ابنه، لأنه لم يصر بعدُ في عداد المؤمنين.
وينقل يوحنا على لسان المسيح أنه قال: "الْحَقَّ الْحَقَّ أقولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَال الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أيضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، ... " (يوحنا ١٤/ ١٢)، فكل مؤمن يستطيع صنع المعجزات الباهرة التي صنعها المسيح من إحياء للموتى وشفاء للمرضى، والتجربة خير برهان!