للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقَال: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. (١)

قال النووي: وفيه فوائد منها بيان شجاعته -صلى الله عليه وسلم- من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس. (٢)

حيائه وعدم مواجهة الناس بالعتاب -صلى الله عليه وسلم-: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس حياءً وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال الله تعالى: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب: ٥٣). (٣)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قال: كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. (٤) ومحل وجود الحياء منه -صلى الله عليه وسلم- في غير حدود الله. (٥)

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍ وقَال: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقَال: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا. (٦)

وَعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا بَلَغَهُ عَنْ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَم يَقُلْ: مَا بَال فُلَانٍ يَقُولُ، وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَال أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا". (٧)

حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه مع أصناف الخلق -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: ١٥٩). وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (المؤمنون: ٩٦). وقَال أَنسٌ -رضي الله عنه-: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ فَما قَال لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَال لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ


(١) (البخاري (٦٠٣٣)، مسلم (٢٣٠٧).
(٢) شرح النووي على مسلم ٨/ ٧٥.
(٣) الشفا ١/ ١٢٩.
(٤) البخاري (٦١٠٢)، مسلم (٢٣٢٠) واللفظ له.
(٥) فتح الباري ٦/ ٦٥٠.
(٦) البخاري (٣٥٥٩)، مسلم (٢٣٢١).
(٧) صحيح. رواه أبو داود في سننه (٤٧٨٨)، وصححه الألباني في الصحيحة (٢٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>