١٤ - وفي سفر أيوب:"وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أنَّهُ جَاءَ بَنُو الله لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ"(أيوب ١/ ٦).
كما نرى في التوراة هذا الإطلاق على الشرفاء من غير أن يفهم منه النصارى أو غيرهم الألوهية الحقيقية.
١٥ - فقد جاء فيها:"أَنَّ أَبْنَاءَ الله رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا."(التكوين ٦/ ٢). وعليه فلا يمكن النصارى أن يجعلوا من النصوص المتحدثة عن بنوة المسيح لله أدلة على ألوهيته ثم يمنعوا إطلاق حقيقة ذات اللفظ على غيره ممن وصف بذلك وتخصيصهم المسيح بالمعنى الحقيقي يحتاج إلى مرجح لا يملكونه ولا يقدرون عليه.
الوجه الخامس: بكورية المسيح بين الأبناء: لكن النصارى يرون تميزًا مستحقًا للمسيح في بنوته عن سائر الأبناء، فهم لا ينازعون في صحة الإطلاق المجازي عندما ترد لفظ البنوة بحق سائر المخلوقات.
لكن النزاع إنما يكمن في تلك الأوصاف التي أطلقت على المسيح ويثبتها النصارى على الحقيقة محتجين بأمور:
١ - منها: أنه قد جاء وصف المسيح بأنه الابن البكر أو الوحيد لله. (انظر عبرانيين ١/ ٦، يوحنا ٣/ ١٨).
٢ - أو أنه سمى ابن الله العلي (انظر لوقا ١/ ٣٢، ٧٦).
٣ - أو أنه ابن ليس مولودا من هذا العالم كسائر الأبناء، بل هو مولود من السماء، أو من فوق. (انظر يوحنا ١/ ١٨).
ولكن ذلك كله تثبت النصوص أمثاله لأبناء آخرين:
١ - فالبكورية وصف بها إسرائيل "فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي