صاحب المؤسسة أو مديرها، سواء كان على صواب أو خطأ. ولا يكون للعاملين فيها رأى، وإنما يكونون أدوات تنفيذية جسدية فقط، ويصير التزلف والنفاق وسائل مشروعة؛ بل مستحبة، ويحل الخوف والقلق على المصير ويعيش العاملون في رعب مستمر وتوتر دائم.
[٢ - إرهاب الجماعات المنظمة]
كما هو الحال في جماعات المافيا، فلا تدخل أعمال الجريمة المنظمة التي تقوم بها (المافيا) ضمن دائرة الأفراد؟ لأن (المافيا) تعمل وفق تخطيط مبرمج هادف، ويقوم على تسييرها مجموعات من المتطرفين فكريًّا تدعمهم مؤسسات رأسمالية وعسكرية وقانونية واقتصادية، وينتشر خطرها ليشمل مناحي الحياة كافة، ولهذا عدت المافيا دولة داخل الدولة، وبسبب قوة تأثيرها، واستغلالها للعالم السري (تحت الأرض) مجالا لتنفيذ مخططاتها، مستعملة المخدرات بأنواعها والجنس، والإغراء والتهديد والقتل وكل الوسائل المرزولة سبيلًا للوصول إلى غايتها الهادفة إلى السيطرة والتحكم.
إن أعمال المافيا كلها تدخل في دائرة الإرهاب والعنف؛ لأنَّها تعد الإنسان سلعة، وكما لا قيمة له مطلقًا إلا بقدر الفائدة المادية التي تجني من ورائه.
ولهذا كان ضمن أعمالها "الإرهابية" اختطاف أشخاص بغية استعمال أعضائهم طبيًّا حيث يجري اقتلاع أعين المخطوفين أو أكبادهم، أو كلاهم، كي يستفيد منها ثرى هنا أو هناك، مما يفقد المواطن إحساسه الكامل بالأمن، ويجعله دائم القلق على مصيره ومصير أبنائه إضافة إلى الخطف واستعمال المخدرات من أجل الوصول إلى الهدف.
ومن هذا النوع بعض الجماعات التي تتخذ أغراضًا دينية أو سياسية لتبرير أعمالها الإرهابية، ولا يدخل ضمن ذلك بالطبع الجماعات التي تقاتل للحصول على حق مشروع لشعوبها.
[٤ - الإرهاب الدولي]
وهو أفدح أنواع الإرهاب وأعمه خطرًا؛ لأنه يشمل الكون بأسره شعوبًا وحكومات، ويتمثل هذا الإرهاب في محاولة فرض الذات على الآخرين بالإكراه أو الإغراء، وكان من نتيجة هذه الفلسفة بروز قطبين متناحرين بعد الحرب العالمية، أدى سباق التسلح بينهما إلى