للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأعصر الغابرة، كانت توجد أناجيل أخرى، لكنها أخفيت ولم يعرف عنها شيء، ولكن، لماذا أخفيت؟ قد يقال لأنها لم تعتمد من الكنيسة، فهل يصح أن يكون ذلك سببا في إخفائها، أم أن فيها أو في بعضها شيء ضد صالح الكنيسة لا ينبغي لأحد أن يطلع عليه؟

إن الناظر في تاريخ المسيحية يجد أن حركة التأليف نشطت في الجيل الأوّل من النصرانية بشكل واسع، وظهرت أناجيل كثيرة كما تدلنا على ذلك مقدمة إنجيل لوقا "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيت أنا أيضًا، إذ قد تتبعت كل شيء من الأوّل بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمتَ به" (لوقا ١/ ١ - ٤)، لكن هذه الكثرة الكاثرة من الأناجيل التي سطرها تلاميذ المسيح لم يكتب لها القبول فيما بعد من الكنيسة، فاندثرت وأضحت في خبر كان. (١) ومن هنا نشأ مصطلح "أبو كريفا".

ولذا سنناقش هذا المبحث من خلال العناصر الآتية:

أولًا: ماذا تعني "أبو كريفا"

ثانيًا: نظرة تاريخية في الأناجيل غير القانونية.

ثالثًا: الأناجيل الأبوكريفية من حيث كونها كاملة أو ناقصة.

رابعًا: ما وصل إلينا من الأناجيل المحرمة (الأبوكريفا).

خامسًا: الأدلة التاريخية على وجود الأناجيل.

سادسًا: وأخيرًا ملاحظات.

وإليك التفصيل

أولًا: ماذا تعني "أبو كريفا"؟

أبو كريفا لفظ يوناني في صيغة الجمع معناه الأشياء المخبأة التي يجب إخفاؤها لأنها كاذبة وقد سماها ايرونيموس بالملفق، وسماها ترتليانوس بالزائف. وهي إما أسفار اختبأ كتابها الحقيقيون وراء أسماء بعض رجال العهد الجديد، وإما أسفار تنقل عقيدة سرية لا تتفق والعقائد القديمة قد


(١) ماذا تعرف عن المسيحية ٨٦ - ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>