وذهب البعض الآخر إلى أنه يكون بقطع الجلدة التي في أعلى الفرج والتي تشبه النواة بشرط ألا تستأصل.
وأرى أن الفرق بين الفريقين هو في حجم الجزء المقطوع حيث إنه عند الفريق الأولى أدنى جزء أي جزء قليل، لكنه عند الفريق الثاني يمكن أن يكون كبيرًا لكنه مشروط بعدم استئصال البظر كاملًا.
وأرى أيضًا أن الفريقين جميعًا متفقون مع حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "أشمي ولا تنهكي" أي اقطعي بشرط أن تتركي المكان أشم، ولا تستأصلي هذا العضو.
وهم بهذا متفقون مع الدرجة الأولى والثانية من درجات الختان التي تحدث في الواقع في قطع الجلدة التي فوق البظر أو قطع جزء من البظر وجزء من الشفرين الصغيرين.
فليس في كلام الفقهاء ما يمنع من ذلك وليس في حديث الرسول:"أشمي ولا تنهكي" ما يمنع ذلك أيضًا حيث إنه ليس فيه أسلوب قصر ولكن لعله -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يعلم أن الختان يتم باستئصال البظر فأرشد من تقوم به بألا تستأصل دون ذكر لكل ما يقطع.
بل إن حديث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل" يشير إلى ذلك؛ لأنه إذا جاوز ختان الرجل ختان المرأة (أي موضع قطع شفريها الصغيرين) يجب الغسل؛ لأنه يكون قد غابت الحشفة في فرج المرأة.
وعلى ذلك يكون حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أشمي ولا تنهكي"، وحديثه:"إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل" متفقة مع الدرجة الأولى والثانية من درجات الختان التي تتم في الواقع.
وقد ذكرت الدكتورة عبير عبده محمد بركات: "أن ختان الدرجة الأولى والثانية يسمى بختان السنة - حتى في الكتب الأجنبية.
[الوجه الثاني عشر: الختان في الكتاب المقدس]
الختان في الكتاب المقدس ينجي من المهالك ويرضي الرب.