للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - شبهة: إضلال السامري.]

[نص الشبهة]

جاء في سورة طه (٨٥: ٨٨): {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧)}.

وقالوا: السامرة مدينة في فلسطين لم يكن لها وجود لما خرج بنو إسرائيل من مصر وسافروا في سيناء فعمل لهم هارون العجل الذهبي كطلبهم، فكيف نتخيل سامريًا يصنع لهم العجل قبل أن يكون للسامريين وجود؟

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول]

قبل الخوض في التفاصيل أنبه إلى أن الكتاب المقدس ليس حكمًا على القرآن، وهذا أمر مرفوض تمامًا؛ لأننا نحن المسلمين نؤمن ونقطع بتحريف الكتاب المقدس وتبديله، وعلى ذلك لا نقبل أن يجعلوه حكمًا على القرآن الكريم، ولا نسلم بصحة معلوماته التاريخية، فكيف نقبل بكتاب نؤمن بتحريفه أن يكون حكمًا على القرآن الكريم المحفوظ الخاتم؟ .

الوجه الثاني: أنه ليس نسبًا إلى شيء إنما اسمه هكذا.

ويجوز أن تكون الياء من (السامري) غير ياء النسب؛ بل حرفًا من اسم مثل ياء: علي وكرسي، فيكون اسمًا أصليًا أو منقولًا في العبرانية، وتكون اللام في أوله زائدة (١).

[الوجه الثالث: أنه نسب لطائفة من اليهود.]

واعلم أن السامريين لقب لطائفة من اليهود؛ يقال لهم أيضًا: السامرة، لهم مذهب خاص مخالف لمذهب جماعة اليهودية في أصول الدين، فهم لا يعظمون بيت المقدس، وينكرون نبوءة أنبياء بني إسرائيل عدا موسى وهارون ويوشع، وما كانت هذه


(١) التحرير والتنوير (١٦/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>