قال ابن كثير: هذه قصة المائدة، وإليها تنسب السورة فيقال:"سورة المائدة". وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى - عليه السلام - لما أجاب دعاءه بنزولها، فأنزلها الله آية ودلالة معجزة باهرة وحجة قاطعة (١).
[الوجه الثالث: هل نزلت المائدة على عيسى - عليه السلام - والحواريين؟]
اختلف أهل العلم في نزول المائدة من عدمه، والجمهور على أنها نزلت لقوله تعالى:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}[المائدة: ١١٥]، والله سبحانه لا يخلف الميعاد.
قال ابن جرير: بعدما ذكر اختلاف أهل التأويل في "المائدة"، هل أنزلت عليهم، أم لا؟ ، فإن الله - عز وجل - لا يخلف وعدَه، ولا يقع في خبره الْخُلف، وقد قال - تعالى ذكره - مخبرًا في كتابه عن إجابة نبيه عيسى - عليه السلام - حين سأله ما سأله من ذلك:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}، وغير جائز أن يقول - تعالى ذكره -: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}، ثم لا ينزلها؛ لأن ذلك منه - تعالى ذكره - خبر، ، ولا يكون منه خلاف ما يخبر، ولو جاز أن يقول:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ثم لا ينزلها عليهم، جاز أن يقول: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ