للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آريوس، وهي التي لعنته مرتين. (١)

[المجمع المسكوني الثاني: مجمع القسطنطينية سنة ٣٨١ م]

يعتبر هذا المجمع هو المجمع المسكوني الثاني، ولقد عقد في القسطنطينية وذلك بأمر من الإمبارطور ثيودسيوس (٣٧٩ - ٣٩٥ م) في عام ٣٨١ م.

ولقد كان هذا المجمع في أول الأمر مجمعا محليا ثم تحول إلى مجمع مسكوني بعد موافقة بابا روما على ما قرر فيه، ولقد ترددت الكنيسة أعواما طويلة قبل أن تمنحه صفة المجمع المسكوني. (٢)

[سبب انعقاد هذا المجمع]

في الفترة التي خلا فيها عرش القسطنطينية من وجود إمبراطور وهي الشهور الواقعة بين مقتل فالنز (إمبراطور الشرق ٣٦٤ - ٣٧٨ م) وإعلان ثيودوسيوس إمبراطورًا - وهي الفترة الواقعة بين شهرى أغسطس ٣٧٨ م، يناير ٣٧٩ م وامتدادها حتى دخل الإمبراطور الجديد إلى عاصمته في نوفمبر سنة ٣٨٠ م - ماجت القسطنطينية بشتى الفكر والاتجاهات.

وهذه الفترة هي التي يعبر عنها الاهوتي القديس جريجوري أسقف نيسا (٣٤٠ - ٤٠٠ م) وهو يصف حال القسطنطينية وأهلها فيقول: "لقد امتلأ كل شيء بأولئك الذين يتحدثون بغوامض الكلم، وازدحمت بهم الطرقات والأسواق والأزقة، فإذا ما سألت عما يجب أن أدفعه ثمنًا لشيء فلسفوا لي الإجابة حول المولود والمخلوق، وإذا ما رغبت في الوقوف على ثمن الخبز أجابني بأن الآب أعظم من الابن، وإذا ما بحثت عما إذا كان حمامي قد أعد جاءتني الإجابة تقول إن الابن خلق من العدم. . .". (٣)

وأيضًا قد بين الناس بعض العقائد أهمها: مقالة ماكدونيوس وكان أسقفًا للقسطنطينية، وقد عزل بسبب مقولته في الروح القدس أنَّه مخلوق كسائر المخلوقات؛ أي ليس بإله، وتبعه الكثير على ذلك.


(١) محاضرات في النصرانية (١٤٧ - ١٤٨) بتصرف.
(٢) فلسفة الفكر المديني بين الإِسلام والمسيحية (٢/ ٢٨٩).
(٣) الدولة والكنيسة (٤/ ٥٧ - ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>