مولده: وُلدَ معاويةُ -رضي الله عنه- قبلَ البَعثةِ بخمسِ سنينَ على الأشهرِ، وقيلَ بسبعٍ، وقيلَ بثلاثَ عشرةَ.
إسلامه: أسلمَ معاويةُ عامَ الفتحِ، ورُوِيَ عنه أنَّه قال: أسلمتُ يومَ القضيةِ، ولكنْ كتمتُ إسلامي من أبي، ثم علم بذلك فقالَ لي: هذا أخوك يزيدُ، وهو خير منك على دينِ قومِهِ، فقلتُ له: لم آلُ نفسي جُهدًا.
قال معاويةُ: ولقد دخل عليَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مكةَ في عمرةِ القضاءِ، وإني لمُصدِّق به، ثم لما دخلَ عامَ الفتحِ أظهرتُ إسلامي فجئتُه فرَحَّبَ بي، وكتبتُ بين يديهِ.
وتزوجَ في عهدِ عمرَ -رضي الله عنه-، وله من الأولادِ: عبدُ الرحمنِ، وعبدُ اللهِ؛ وأمُّهما فاختةُ بنتُ قَرَظَةَ بنِ عبدِ عمرِو بنِ نَوفَلِ بنِ عبدِ مناف.
ويَزيدُ الذي تولى الخلافةَ، وأُمُّه مَيْسُونُ بنتُ بَحدل الكَلبية.
وصفه: كان طويلًا، أبيضَ، جميلًا، مَهيبا، أَجْلَح، إذا ضَحِكَ انقلبت شَفَتُه العُليا، وأصابته لَقْوَةٌ آخرَ عُمُرِه. وكان يخضِبُ بالحِنَّاءِ والكَتْمِ، ويُصَفِّرُ لحيتَه حتى تكونَ كالذهبِ. وكان من الكَتَبةِ الحَسَبَةِ الفَصَحَةِ الفُقهاءِ، ويُضرَبُ المَثَلُ بحِلْمِهِ، وعَقْلِهِ. مكث أميرًا على الشامِ في خلافةِ عمرَ، وعثمانَ عشرينَ سنةً، ثم خليفةً للمسلمين مثلَها.
تُوُفِّيَ بدمشقَ للنصفِ من رجبٍ سنةَ ستين، وصلَّى عليه الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ الفِهْريُّ، وعاشَ معاويةُ ثمانيةً وسبعينَ عامًا، وقيل غيرُ ذلك -رضي الله عنه-.