للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك فإنه لا يمكن تخليص البشر من ذنبهم المتوارث إلا بنزول ابنه الوحيد وتجسده ليصلب ويتألم ويفدي البشر! ! ! ". (١)

"وفي الحقيقة أن هذه العقيدة لا تستحق المناقشة، ففسادها بيِّن، والعقل السليم يرفضها، فإذا كان اللهُ محبةً لم ترك بني آدم هذه الفترة الطويلة من غير أن يغفر لهم ويكفر خطيئتهم؟ وإذا كان الآب عادلًا فكيف يعاقب الذرية من آدم إلى المسيح عليه السلام بالبعد عن رحمته؟ وما ذنب الأبناء في إثم ارتكبه أبوهم؟

قال تعالى: "أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (النجم/ ٣٨)، وقال تعالى " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة ٨: ٧) " (٢)

٤ - قيامة عيسى من الأموات وصعوده ليجلس على يمين أبيه كما كان من قبل ليحكم ويدين البشر.

ففي رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس يقول: "فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أيضًا: أَنَّ المُسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ" (١٥/ ٣ - ٤)

وبولس هنا يحاول أن يؤكد ما يدعيه بأن ينسبه إلى الكتب، ولكن أي كتب؟ وأين هي هذه الكتب؟ فالإنجيل الأصلي للمسيح عليه السلام مفقود، وليس هناك شاهد أوثق منه ... (٣)

ثانيًا: بدع الشريعة:

والمقصود بالشريعة: الفروع العملية كالعبادات والمعاملات وما إلى ذلك.

وقد تناول تحريف بولس الشريعة المسيحية أيضًا، وتحريفه للشريعة تابع لتحريفه للعقيدة. ومن تحريفاته للشريعة:

١ - نسبة بعض أقواله للمسيح على أنها وحي منه وهو الإله وابن الإله كما يزعم -


(١) انظر: المسيحية، أحمد شلبي (١٥٩) بتصرف يسير.
(٢) التحريف والتناقض (٨٥).
(٣) المصدر السابق (٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>