للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستمر أبو التأريخ الكنسي الذي يعرف عن الرجل أكثر مني وأكثر من ناعسي القساوسة والدكاترة إذ يقول عنه: (إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جدًّا كما يتبين من أبحاثه. وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من آباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الآراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عالش فيه، كإيريناوس مثلًا وغيره ممن نادوا بآراء مماثلة).

رابعًا: أكلمندس الروماني بعد سنة ٩٦

قال عنه الدكتور القس منيس عبد النور "أكليمندس: أسقف روما وعمل مع الرسول بولس (فيلبي (٣: ٤) وكتب رسالة إلى كنيسة كورنثوس استشهد فيها بكثير من أقوال المسيح الواردة في الإنجيل، ومن رسائل الرسل. (١) "

ولو أن الدكتور القس وغيره من عشرات القساوسة الذين يرددون نفس الكلام قد كلّفوا أنفسهم عناء قراءة هذه الرسالة لعلموا أن أكلمندس الروماني كان يقتبس كلامًا على أنه من الكتب المقدسة ولا نجد له أي أثر في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن، على سبيل المثال لا الحصر يقول:

(فخليق بنا أيها الأخوة إذن أن نلتصق بهذه الأمثلة، لأنه مكتوب: التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين (٢) ويعلق الدكتور وليم سليمان قلادة على هذا النص في الهامش قائلًا: "غير موجودة في الكتاب المقدس".

أفتونا هداكم الله هل ينطبق على القديس أكلمندس الروماني نص الكتاب في رؤية يوحنا اللاهوتي: "لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَال نبوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ الله عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. ") رؤية (١٨: ٢٢

خامسًا: المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ٣٣٩ - ٢٦٤

يقول عنه القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي انعقد سنة ٣٢٥ م. وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين، وهو نفسه


(١) شبهات وهمية ص ٢٦.
(٢) رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين- ٤٦: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>