الذي وصلني من واحدة منا، صاحبته سيدة، تشغل مركزًا محترمًا، وتعمل من خمس وعشرين سنة! تقول لي بالحرف الواحد:
"إما أنك تخدعين نفسك، وإما أنك ما زلت في أول سنوات العمل، إن الرجال على حق فيما يقولون. . فالمرأة العاملة تفقد أنوثتها فعلًا بالعمل، وقد يدهشك أنني أتمنى بعد أن أمضيت مدة طويلة في العمل المضني -وأشعر أن غيري كثيرات يشاركني هذا التمني- أن لا أخرج من بيتي، وأن لا أترك أولادي صباح كل يوم لأذهب إلى مكتبي، ولكنني أعمل وأشقى، لأفقد أنوثتي فعلًا على سبيل العند (العناد) إنني مثلك أخشى أن يقول الرجال إننا تراجعنا عن ميدان العمل وفشلنا، ولذلك فأنا وغيري نضحي بأنفسنا؛ لكي نغيظ الرجال، قولي الحقيقة: إن المرأة مهما تقدمت في عملها، فهي لا تحب أن تصبح رجلًا، بل تتمنى أن تتمتع بأنوثتها إلى أقصى حد، حالة واحدة تتمنى فيها المرأة أن تعمل، عندما يكبِّر الأولاد، ويذهب كل منهم إلى حال سبيله، وفي هذه الحالة تستشعر رغبة شديدة في العمل؛ إذ لم يعد هناك ما يذكرها بأنوثتها، إنها تعود إلى العمل بإحساس الرجل لا بإحساس المرأة". (١)
[الوجه السابع: الآثار المترتبة على عمل المرأة. وإهمالها بيتها]
أثبتت الدراسات العلمية إلى أن وجود الطفل في دور الحضانة أو تركه في البيت مع مربية أو خادمة، لها مخاطر ومضاعفات نفسية في حياة الطفل؛ وذلك لأن الأسرة هي محضن الطفولة وسكن الإنسان مهما امتد به العمر، وهو حين يفتقدها فإنه يصاب بالخلل ويضطرب توازنه، فكيف يكون إذًا! إذا عاش طفولته وحيدًا أو بعيدًا عن دفء الأسرة واستقرارها وعطائها من الحب والرعاية والاهتمام والضبط، تلك المعاني التي لابد منها في تربية الطفل وإعداده للحياة إنسانًا صالحًا فاضلًا.