للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - شبهة: حول قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}.

[نص الشبهة]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} من القائل؟ فرعون أم الملأ؟

قال الله تعالى في سورة (الأعراف: ١٠٩): {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩)}، وقال الله في سورة (الشعراء: ٣٤): {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤)}

والرد عليه من وجوه

[الوجه الأول]

لا يمتنع أنه قد قاله هو وقالوه هم، فذكر الله تعالى قوله ثَمَّ، وقولهم ههنا (١).

[الوجه الثاني]

أن فرعون قاله ابتداء فتلقته منه الملأ فقالوه لأعقابهم، أو قالوه للناس على طريق التبليغ كما يفعل الملوك يرى الواحد منهم الرأي فيكلم به من يليه من الخاصة ثم تبلغه الخاصة للعامة.

[نكتة بلاغية]

في سورة الشعراء أسند الله هذا الكلام إلى فرعون؛ لأن السياق كله لتخصيصه بالخطاب لما تقدم، ونظرًا إلى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: ٤].

لأن خضوعه هو خضوع من دونه، فدلالته على ذلك أظهر، ولا ينفي ذلك أن يكون قومه قالوه إظهارًا للطواعية كما مضي في الأعراف (٢).

* * *


(١) الكشاف للزمخشري (٢/ ١٣٩)، وانظر التفسير الكبير للرازي (١٤/ ١٩٦)، وأنموذج جليل لأبي بكر الرازي (١٥٣)، والبحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٣٥٨).
(٢) نظم الدرر للبقاعي (٥/ ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>