للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اقتصر على معانيه وغيّر حروفه أذهب رونقه، ومن اقتصر على حروفه وغير معانيه أبطل فائدته؛ فكان في ذلك أبلغ دلالة على إعجازه.

قال الأصبهاني في تفسيره: فالنظم المخصوص يعتبر صورة القرآن، واللفظ والمعنى عنصره، وباختلاف الصور يختلف حكم الشيء واسمه لا بعنصره. كالخاتم والقرط والسوار فإنه باختلاف صورها اختلفت أسماؤها، لا بعنصرها الذي هو الذهب والفضة والحديد؛ فإن الخاتم المتخذ من الذهب ومن الفضة ومن الحديد يسمى خاتمًا وإن كان العنصر مختلفًا، وإن اتخذ خاتم وقرط وسوار.

من ذهب اختلفت أسماؤها باختلاف صورها وإن كان العنصر واحدًا. قال: فظهر من هذا أن الإعجاز المختص بالقرآن يتعلق بالنظم المخصوص.

وبيان كون النظم معجزًا يتوقف على بيان نظم الكلام ثم بيان أن هذا النظم مخالف لنظم ما عداه. (١)

أنواع النظم المختلفة في الكلام عمومًا:

قال الباقلاني: وذلك أن الطرق التي يتقيد بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى:

١ - أعاريض الشعر على اختلاف أنواعه.

٢ - أنواع الكلام الموزون غير المقفى.

٣ - أصناف الكلام المعدل المسجع.

٤ - الكلام المعدل الموزون غير المسجع.

٥ - ما يرسل إرسالًا، فتطلب فيه الإصابة والإفادة وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع ترتيب لطيف، وإن لم يكن معتدلًا في وزنه: وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل فيه ولا يتصنع له. (٢)

القرآن يختلف عن جميع هذا النظم:


(١) الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٣٢١).
(٢) إعجاز القرآن للباقلاني (١/ ٣٥: ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>