تلك الجنود السماوية أكثر عددًا حين ولادة أبناء آلهة الوثنيين، أم كانت أكثر عددًا حين ولادة إله النصارى، أم كانت متساوية العدد في كافة الأوقات، لأن جميع المولودين بحسب زعمهم أبناء آلهة أتوا ليفدوهم بدمهم، ولم يتعرض لذلك أحد بحسب علمنا، فلعل الزمان المستقبل يوسع هذه الدائرة، وهاك ما في العهد الجديد.
ورد في إنجيل لوقا (٢/ ١٣ - ١٤): "وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الملَاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ الله وَقَائِلِينَ: "المجْدُ لله فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلَامُ، وَبِالنَّاسِ المُسَرَّةُ"."(١)
[(٤) هدايا للآلهة المولودة]
[١ - عند الوثنيين]
من الأقاصيص الكرشنية: أن هذا الطفل الإلهي وضع بمهد بين الرعاة وهم أول من عرف عظيم جلاله الدال على ألوهيته، وعرفوه أنه المخلص الموعود به، وقد أعطى الرعاة لكرشنا هدايا من خشب الصندل والطيب.
"ومسرا" مخلص العجم والوسيط بين الله والناس، لما وُلد زاره الحكماء المدعوون مجوسا، وأعطوه هدايا من الذهب والطيب والحنظل.
وبحسب رواية أفلاطون "أنه لما ولد سقراط (قبل المسيح ب ٤٦٩ سنة) أتى إلى محل ولادته ثلاثة رجال مجوس من الشرق وأهدوه ذهبًا وطيبًا ومأكولًا مرًا".
والمخلص (اسكولابيوس) المولود من عذراء، حمته المعز من السوء لأنها عرفته عند رؤيتها إياه - أنه إله - وشاع خبر ولادته العجيب، وأتى الناس من كل مكان ليشاهدوه ويسجدوا له.
[٢ - عند النصارى]
وكما حدث لهؤلاء، حدث ليسوع المسيح، فقد جاء في إنجيل متى (٢/ ١ - ١١): "وَلمَّا وُلدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ المُلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ المُشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: "أَيْنَ هُوَ المُوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي المُشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ". فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ المُلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي المُشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ