للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: إن إبراهيم قد استغفر لأبيه وهو مشرك فلم يكن استغفار إبراهيم لأبيه إلا لموعدة وعدها إياه. فلما تبين له وعلم أنه لله عدو خلاه وتركه وترك الاستغفار (١).

الأدلة من السنة:

حديث وفاة أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أبى أن يقول: لا إله إلا الله، كما دعاه إلى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال آخر ما قال (بل عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا وَالله لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ" فَأَنْزَلَ الله - عز وجل -: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١١٣)} [التوبة: ١١٣]، وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)} [القصص: ٥٦] (٢).

قال العيني: فرض على جميع الأمة أن لا يدعوا لمشرك ولا يستغفروا له إذا مات على الشرك (٣).

قال ابن تيمية: والاستغفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع (٤).

واتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور بل بالغ بعضهم فقال أن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله لأن فيه تكذيبًا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار (٥).

[الوجه السابع: إثبات علاقة الملائكة بالبشر عندهم من الكتاب المقدس]

في هذا الوجه نبين علاقة الملائكة بالبشر عندهم وبيان أن العلاقة قائمة على الحفظ والرعاية والدعاء بالسلامة وغير ذلك، وهذا من خير البراهين على بطلان هذه الدعوى في إنكارهم لعلاقة الملائكة بالبشر على هذه الصورة. وإليك بعض الأدلة:


(١) جامع البيان ١١/ ٤١: ٤٠، فتح البيان ٥/ ٤١١.
(٢) أخرجه البخاري (١٣٦٠)، مسلم (٢٤)، واللفظ له.
(٣) عمدة القاري ٨/ ١٩٣.
(٤) مجموع الفتاوي ١٢/ ٤٨٩.
(٥) الموسوعة الفقهية ٤/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>