للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدم محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أوجب الله محبة نبيه في كتابه العزيز، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: ٢٤]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (١). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ" (٢).

٣ - طاعته - صلى الله عليه وسلم - وامتثال أمره: طاعته - صلى الله عليه وسلم - واجبة بكتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ-، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالكُمْ} [محمد: ٣٣]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} [الأنفال: ٢٠].

قال ابن كثير: يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به والمعاندين له، وأن لا يتركوا طاعته - صلى الله عليه وسلم -، بل امتثلوا أمره، واتركوا زواجره بعدما علمتم ما دعاكم إليه من الحق، قال - صلى الله عليه وسلم -: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل: يا رسول الله، ومن يأبى، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته ويقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه" (٤).

ومما يدل على عظم شأن طاعته أن الله تعالى قرن طاعته سبحانه بطاعة نبيه فقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله


(١) البخاري (١٥).
(٢) البخاري (١٦).
(٣) البخاري (٧٢٨٠).
(٤) أحمد ٤/ ١٣٠، وأبو داود (٤٦٠٤) بسند صحيح، وصححه الألباني في الجامع الصغير (٤٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>