[الوجه الثالث: هل يقبل العقل فكرة الاستعاضة التي يقوم عليها اعتقادكم؟]
تنقسم عقيدة الفداء إلى ثلاثة أقسام:
١ - الخطيئة الأصلية.
٢ - الإيمان بأن عدالة الله تتطلب بأن يكون القصاص بسفك دم ثمنًا للخطيئة.
٣ - الإيمان بأن يسوع المسيح قد دفع الثمن عن خطايا الناس بموته على الصليب، وهذا هو الخلاص الوحيد لأولئك الذين يؤمنون بكونه ذبيحة عوضًا عنهم.
إن مبدأ توريث الخطيئة لا تجد له سندًا في كلمات يسوع المسيح ولا كلمات الأنبياء الذين جاءوا قبله، لقد علموا أن كل إنسان مسئول عن أعماله الشخصية.
والإسلام يقرر أن الخطيئة لا تُورث، وأن المسئولية والملامة باقتراف الخطيئة الأصلية ينبغي أن تقع فقط على الذي اقترفها وليس على أولاده.
ثانيًا: أنَّ غفران الخطيئة للخاطئ بعد القصاص منه أو القصاص من إنسان نيابةً عنه ليس بالغفران على الإطلاق أن الله يقدر ويقضي بالمغفرة لأولئك الذين يبدو صلاحهم حقًّا، وأولئك الذين تنحوا كليةً عن خطاياهم، وتلك القدرة ليست ضد العدالة، وفي الواقع هذا هو الغفران الحقيقي وحده.
ثالثًا: إن تطلَّب الدم ثمنًا لمغفرة خطايا الناس ومعاقبة إنسان بريء لم يقترف إثمًا من أجل خطايا الآخرين، سواء كان السلف راغبًا أم لا، إن هذا هو ذروة الظلم وفيه إنكار لرحمة الله ودحض لعدالته.
إن فكرة الاستعاضة أو الذبيحة (الضحية) العويصة غير معقولة ولا معنى لها بل هي ظالمة، ونحن لا نجد ارتباطًا بين الخطيئة والدم، وأن تطهير الإنسان من الخطيئة يكون بالتوبة الصادقة وتأنيب الضمير والمثابرة على الجهاد ضد الميول الشريرة، ولذلك تبين أن عقيدة الكفارة مختلة للأسباب التالية: