فأهل الجنة: طعامهم أفضل طعام فهو صحي ١٠٠%.
ولنتساءل: لماذا يخرج الإنسان الفضلات إلا إذا كانت هذه الفضلات ناتجة عن بعض السموم الذي يطردها الجسم، أو زيادة الجسم لا يقبلها؟
أما طعام أهل الجنة فإن الجسم في الجنة مهيأ بأن يمتص كل محتويات الطعام، فليس به سموم كما في طعامنا اليوم.
[الوجه التاسع: شراب الجنة يقوم بتحويل الطعام إلى سائل يسهل امتصاصه.]
فهناك شراب في الجنة يهضم سائر الأشربة والأطعمة، ثم له مع هذا الهضم تأثير عجيب، وهو أنه يجعل سائر الأطعمة والأشربة عرقًا يفوح منه ريح كريح المسك.
فالشراب ليس مثل شراب الدنيا يزيد في حجم المعدة، أو يسبب مشكلة في الجهاز الهضمي بسبب كثرة الشرب مع كثرة الأكل.
قال الرازي: قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} الطهور فيه قولان:
الأول: المبالغة في كونه طاهرًا، ثم فيه على هذا التفسير احتمالات:
أحدها: أنه لا يكون نجسًا كخمر الدنيا.
وثانيها: المبالغة في البعد عن الأمور المستقذرة يعني ما مسته الأيدي الوضرة، وما داسته الأقدام الدنسة.
وثالثها: أنها لا تؤول إلى النجاسة؛ لأنها ترشح عرقًا من أبدانهم له ريح كريح المسك.
القول الثاني: في الطهور أنه المطهر، وعلى هذا التفسير أيضًا في الآية احتمالان:
أحدهما: قال مقاتل: هو عين ماء على باب الجنة، تنبع من ساق شجرة، من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غل وغش وحسد، وما كان في جوفه من قذر وأذى.
وثانيهما: قال أبو قلابة: يؤتون الطعام والشراب فإذا كان في آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور، فيشربون فتطهر بذلك بطونهم، ويفيض عرق من جلودهم مثل ريح المسك، وعلى هذين الوجهين يكون الطهور مطهرًا، لأنه يطهر باطنهم عن الأخلاق الذميمة، والأشياء المؤذية.