ببعض المعجزات "فَالجمُوعُ لمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ، رَفَعُوا صَوْتهمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونَيَّةَ قَائِلِينَ: "إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا" (أعمال الرسل ١٤/ ١١)، فقد كان من عادة الرومان تسمية من يفعل شيئًا فيه نفع للشعب: إلهًا، ولا تغير التسمية في الحقيقة شيئًا، ولا تجعل من الخلوق إلهًا، ولا من العبد الفاني ربًا وإلهًا.
٢ - وقد سمي إسماعيل بهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"، ومثله يهوياقيم أي: "الله يرفع"، ويهوشع "الرب خلص"، وغيرهم. . . ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتهم.
٤ - وجاء في التوراة: "فَيَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ" (العدد ٦/ ٢٧)، ومع ذلك فليسوا آلهة. (١)
الوجه الثاني: هل سمي المسيح الرب والإله؟ وعلى فرض صدور التسمية، فهي لا تعني إلهًا معبودًا، وإنما تعني السيد المعلم:
فكلمة "الرب" التي ترد كثيرًا في التراجم العربية كلقب للمسيح هي في التراجم الأجنبية بمعنى: "السيد" أو "المعلم"، فالمقابل لها في الترجمة الإنجليزية هو كلمة lord ومعناها: السيد، وفي الترجمة الافرنسية: monsier"، ومعنا ها: المعلم، وهكذا في سائر التراجم كالألمانية، والإيطالية، والأسبانية.
وما أتت به الترجمة العربية ليس بجديد، بل هو متفق مع طبيعة اللغة التي نطق بها المسيح ومعاصروه، فكلمة: "رب" عندهم تطلق على المعلم، وتفيد نوعًا من الاحترام والتقدير.
١ - ففي إنجيل يوحنا أن المسيح كان يخاطبه تلاميذه: يا رب، ومقصودهم: يا معلم، فها هي مريم المجدلية" فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالتْ لَهُ: "رَبُّوني! " الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ" وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب"(يوحنا ٢٠/ ١٦ - ١٧).