للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - التبرج من صفات أهل النار.]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا". (١)

[٤ - التبرج تهتك وفضيحة.]

عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا هَتكَتِ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَينَ رَبِّهَا".

[٥ - التبرج فاحشة.]

فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} (الأعراف: ٢٨).

والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} (البقرة: ٢٦٨).

عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ وَالْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا يَعْنِي زَانِيَةً". (٢)

[٦ - التبرج سنة إبليسية.]

إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو اللَّه إبليس كشف السوءات، وهتك الأستار، وأن التبرج هدف أساسي له، قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} (الأعراف: ٢٧)، فإذن إبليس هو


(١) مسلم (٢١٢٨).
(٢) حسن. أخرجه أحمد في مسنده ٤/ ٤٠٠، والنسائي في سننه ٨/ ١٥٣، والترمذي في سننه (٢٧٨٦)، وأبو داود في سننه (٤٠٧٣) من طرق عن ثابت بن عمارة، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى الأشعري به. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع (٢٧٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>