للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الذهبي: تفرد به جرير، وما أتى به عنه سوى شيخ البخاري عثمان بن أبي شيبة. وهو منكر. (١)

[الوجه الثاني: توجيه هذه اللفظة على فرض صحتها.]

قال أبو القاسم: قال الطبراني، والبيهقي، والخطيب:

قوله: وإنما عهده باستلام الأصنام يعني، أنه شهد مع من استلم الأصنام، لا أنه استلمها، والمراد بالمشاهد التي شهدها مشاهد الحلف ونحوه، لا مشاهد استلام الأصنام (٢).

وقال ابن حجر: هذا الحديث أنكره الناس على عثمان بن أبي شيبة فبالغوا، والمنكر منه قوله عن الملك عهده باستلام الأصنام فان ظاهره أنه باشر الاستلام وليس ذلك مرادًا، بل المراد أنه شهد مباشرة المشركين استلام أصنامهم (٣).

٢ - وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ولا يحتمل هذا من مثله إلا أن يكون يشهد ذلك المشاهد للإنكار وهذا يتجه. (٤)

٢ - وقال الذهبي: في الميزان: قال المؤلف: يعنى أنه حديث عهد برؤية استلام الأصنام، لا أنه هو المستلم، حاشا وكلا. (٥)

الحديث الثالث: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّه لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُفْرَةٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: زَيْدٌ إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْه (٦).

قالوا: فهذا فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل مما ذبح على النصب.

والجواب على ذلك من وجوه:


(١) تاريخ الإسلام ١/ ١٧.
(٢) الخصائص الكبرى للسيوطي ١/ ١٥١، والعلل المتناهية ١/ ١٧٣، وتاريخ بغداد ١١/ ٢٨٦.
(٣) المطالب العالية لابن حجر (٤٣٢٤)، الخصائص الكبرى للسيوطي ١/ ١٥١.
(٤) مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٦.
(٥) ميزان الاعتدال ٣/ ٣٦.
(٦) البخاري (٥٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>