للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسئولًا عن تربية الأبناء مصداقًا للحديث الشريف "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" (٢٢٦) فالأب المسلم يكون مسئولًا عن تربية أبنائه وتعليمهم أمور دينهم، وتهذيب سلوكهم، ومن ثم فإنه يكون طبيعيًا أن يلتزم في تربيته لبناته بإجراء سنة الختان لهن طالما أنه يعلم أنها سنة صحيحة أمر بها سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. ومن الغريب أن أي إنسان من هؤلاء الذين يرددون هذا التبرير الساقط يبيحون لكل أب أن يذهب بابنته إلى الطبيب إذا مرضت، وأن يكون له هو قرار العلاج أو الجراحة إذا اقتضى الأمر ذلك، فكيف يمنعون هذا الحق عن الأب في إجراء سنة الختان وهى عملية تجميلية بسيطة لا يحدث من ورائها أي ضرر جسماني إذا أجريت بالطريقة الصحيحة على أيدي متخصصين وكما أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالخفض وعدم الإنهاك في الحديث الشريف "اخفضي ولا تنهكي".

رابعًا: يكفى للتدليل على أهمية هذه السنة في تحقيق الاستقرار العائلي والحياة الزوجية الطبيعية أن هناك كثيرات من النساء يطلبن إجراء هذه العملية البسيطة بعد الزواج إذا لم تكن قد أجريت لهن من قبل لما تستشعره الزوجة من أهميتها وضرورتها كما يؤكد هذا إصرار كثير من الأمهات على إجراء الختان لبناتهن.

كما يكفى دليلًا على أهميتها أن مجتمعنا في مصر في ظل تمسكه بهذه السنة - هو أكثر المجتمعات على وجه الأرض تحقيقًا للخصوبة وتمتعًا بالاستقرار الأسري والارتباط العائلي. (١)

[الوجه التاسع: الختان لا يؤدي للبرود الجنسي عند المرأة.]

اولًا: الختان الذي وصفه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديثه "اخفضي ولا تنهكي" لا يؤدي إلى البرود الجنسي، ولكنه يقلل من شهوتها فقط كما اتضح من كلام الفقهاء والأطباء.

ثانيًا: "البظر" ليس هو العضو الوحيد في العملية الجنسية وإنما توجد مواطن أخرى للإثارة الجنسية، كما أن هناك مؤثرات خارجية وهرمونات وأكثر من هذا فإن الأعصاب المغذية لعضو البظر والتي تقطع عند الختان بدرجات متفاوتة تبقى لها بعض الحساسية


(١) ختان الإناث صـ ٥٥: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>