٣/ ١٥) " وكذا "المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله" (أعمال ٤/ ١٠).
وهكذا بطل الاستدلال بهذه العجيبة على ألوهية المسيح، ولكنها بحق أعجوبة عظيمة دفعها الله للمسيح ليقيم بها الحجة على نبوة هذا النبي العظيم - صلى الله عليه وسلم -.
ج. معجزة شفاء المرضى: ويستدل النصارى على ألوهية المسيح عليه السلام بقدرته على شفاء المرضى، ولئن كان عيسى عليه السلام قد شفى الأبرص (انظر متى ٨/ ٣) فإن اليسع شفى أبرصًا، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص "فأرسل إليه أليشع رسولًا يقول: اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن، فيرجع لحمك إليك، وتطهر ... فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد، وخرج من أمامه أبرص كالثلج" (الملوك (٢) ٥/ ١٠ - ٢٧).
د. التنبؤ بالغيوب: وقد تنبأ المسيح - عليه السلام - بكثير من الغيوب، فكانت كما قال، فقد أخبر التلميذان اللذان أرسلهما لذبح فصح العيد بما سيكون لهما (انظر مرقس ١٤/ ١٢ - ١٦)، وقد قال له بطرس: "يا رب أنت تعلم كل شيء" (يوحنا ٢١/ ٧١)، كما علم بأن الجحش المربوط في قرية بيت فاجي لم يركب عليه أحد، وهو كما يقول القس إبراهيم سعيد: "دليل جديد على أن المسيح يعلم بالغيب علمًا دقيقًا مفصلًا، لا يقبل شكًا ولا تأويلًا، وفي هذا برهان آخر على المجد الوضيع (هكذا) الذي كان يحف بالمسيح" (١).
١ - لكن ليس المسيح وحده من قد تنبأ بالمغيبات، فقد تنبأ قبله يعقوب - عليه السلام - فقال لأبنائه: "اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام ... " (التكوين ٤٩/ ١ - ٢٧).