للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للإسلام بحكم طبيعة رسالته العالمية الخاتمة، فإن اليهودية والنصرانية تلمّستا تلك العناصر في الإسلام واقتبستها منه.

حتى إننا لا ندري إلى أيّ مدًى يمكن أن تكون ثورات الفكر المسيحي منذ الحركة الألبية حتى حركة الإصلاح البروتستانتي محسوبة كنتائج مباشرة أو غير مباشرة لمفهوم العقيدة في القرآن. (١)

يقول قاموس "برتلس مان" لديانات العالم: "لقد أثَّر الإسلام تأثيرًا عظيمًا في العقيدة المسيحية والفلسفة، وقاد على سبيل المثال إلى نقاش جديد حول عبادة الصور وتقديسها في المسيحية". (٢)

الوجه السادس: تأثير الإسلام لم يكن قاصرًا على العقيدة في المسيحية فحسب، بل يمتد إلى الشريعة والكتب المقدسة، كذلك فإن تأثير الإسلام تناول اليهودية إلى جانب المسيحية.

وذلك في عدد من الجوانب يمكن إجمالها فيما يلي:

١ - المبادئ الثلاثة عشر التي جعلها موسى بن ميمون أساس الدين اليهودي وأركان الإيمان فيه، فصاغها على غرار أصول الإيمان في الإسلام، وأدرج فيها بعض أصول الإيمان الإسلامية مما لم يكن معروفًا في اليهودية من قبل أو مدرجًا في العهد القديم، كالاعتقاد بأن الله عالم، وبالثواب والعقاب في الآخرة، والاعتقاد في بعث الموتى. (٣)

وقد أقر ابن كمونة بعدم ذكر الثواب والعقاب الأخروي في التوراة وراح يعتذر عن ذلك ويحاول تسويغه. (٤) وهذا يؤكد اقتباس ابن ميمون هذه الأصول من الإسلام.


(١) الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم ١/ ٧٢، والظاهرة القرآنية، مالك بن نبي ص ١٩٢.
(٢) نقلًا من الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم ١/ ٧٢.
(٣) راجع المبادىء الثلاثة عشر في: Seine Werke und sein Einfluss, Moses ben Maimone: Sein Leben ١١٢: S، ١٩٠٨ .Hrsgvon: W.Bacher.Leipzig، نقلًا من الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم ١/ ٧٣.
(٤) تنقيح الأبحاث للملل الثلاث لابن كمونة ص ٤٠ - ٤٣، نقلا من الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم ١/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>