١ - الآية فيها تعارض ففي أولها نهي عن السؤال فقال:{لَا تَسْأَلُوا}، ثم عقب {وَإِنْ تَسْأَلُوا}، وأيضًا فيها تعارض مع قوله تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[الأنبياء: ٧].
٢ - زعم المعترض على الآية أن النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لما رأى أن أصحابه بدأوا يسألونه أسئلة لا يجد لها جوابًا خشي من ذلك فقال: إن الله أنزل عليه هذه الآية.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: سبب نزول الآية فيه دلالة على أن الأسئلة كانت لا فائدة منها.
الوجه الثاني: النهي الوارد في الآية عن السؤال لغير فائدة، أو السؤال الذي يجلب الشقة.
الوجه الثالث: الأمر بالسؤال فيما يتعبد به وتقرر، وثبت وجوبه مما يجب عليهم العمل به، والنهي: فيما لم يتعبد الله عباده به، ولم يذكره في كتابه.
الوجه الرابع: إجابة القرآن على الأسئلة التي كانت توجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها ما ينفع.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: سبب نزول الآية فيه دلالة على أن الأسئلة كانت لا فائدة منها، والمقصود فيها الإساءة.]
عن أنس - رضي الله عنه - قال: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحابه شيء فخطب فقال:"عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" قال: فما أتى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أشد منه، قال:"غطوا رءوسهم ولهم خنين، قال: فقام عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. قال: فقام ذاك الرجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان". فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا