للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (١). ويقول جل شأنه: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: ١٣٧]، وتشير الآيات الكريمات إلى نظامهم الفاسد الباطل من وأد البنات، هذه الصفة السيئة التي اشتهرت غالبًا في قبيلتي ربيعة ومضر، وهما جمهرة العرب، وليس كلّ الآباء من هاتين القبيلتين يفعله (٢). قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} (التكوير: ٨، ٩)، فجعل الله هذه الخصلة السيئة إحدى حوادث وأهوال يوم القيامة، والوأد: دفن الطفلة، وقيل: كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة؛ فإذا ولدت بنتًا رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابنًا حبسته (٣). فحرم الإسلام هذا الفعل الخبيث، وصحح المعتقدات حفاظًا على حياة المرأة والبنت.

[١٦ - حق الجسد]

إن الإسلام في حاجة إلى كيان سليم قوي، وإن رسالته هي رسالة القوة في الحق، والقوة في البناء، والمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء، قال -سبحانه وتعالى- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠]. وفي الحديث الصحيح "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" (٤)، ولهذا اهتم الإسلام بحقوق البدن فحث على ما ينفعه ونهى عما يضره عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "قم ونم، وصم وأفطر، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزورك عليك حقًّا وإن لزوجك عليك حقًّا" (٥). (٦)


(١) تفسير ابن كثير (٢/ ٢٤٨).
(٢) التحرير والتنوير (٣٠/ ١٤٥).
(٣) الكشاف (٤/ ١٨٨).
(٤) مسلم (٢٦٦٤).
(٥) البخاري (٦١٣٤).
(٦) موسوعة الحقوق الإسلامية تأليف / سعد يوسف أبو عزيز صـ ٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>