للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أخرى لمسلم "يقبل في رمضان وهو صائم" (١).

والتقبيل أخص من المباشرة، فهو من ذكر العام بعد الخاص، والألفاظ المختلفة التي سبقت تشير إلى عدم التفرقة بين صيام الفرض والنفل، وهذا واضح من ظاهر الحديث الأول حديث عائشة إطلاق لفظ الصوم وأنه يعني أي صيام وجاءت الألفاظ الأخرى بذكر أنه كان صيام رمضان، فدل على أنه ليس هناك فرق بين الفرض والنافلة. (٢)

[شبهة: مص اللسان]

روى أبو داود، وأحمد من حديث عائشة قالت: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم، ويمص لسانها" (٣).

قالوا فكيف يمص لسانها وهو صائم؟ !

والجواب من وجوه:

الوجه الأول: أن هذه زيادة منكرة ولا حجة فيها.

الوجه الثاني: وعلى فرض الصحة محمول على من لم يبلع ريقه الذي خالط ريقها (٤).


(١) مسلم ١٢/ ٧١.
(٢) فتح الباري (٤/ ١٧٨).
(٣) منكر بهذه الزيادة. أخرجه أبو داود (٢٣٨٦)، وأحمد (٦/ ١٢٣) (٢٤٩١٦)، وابن خزيمة (٢٠٠٣) والبيهقي (٤/ ٢٣٤) من طريق محمد بن دينار، ثنا سعد بن أوس العبدي، عن مصدع أبي يحيى، عن عائشة به. وقال النسائي: كان يقبلها، ويمص لسانها هذه اللفظة لا توجد إلا في رواية محمد بن دينار. وهذا إسناد ضعيف فيه محمد بن دينار ضعفه أبو داود، والدارقطني، وابن معين، وقال العقيلي: في حديثه وهم. اهـ من تهذيب التهذيب ٩/ ١٣٩ وقال الحافظ: صدوق سيء الحفظ ورمي بالقدر وتغير قبل موته التقريب (٥٨٧٠)، وانظر المجروحين لابن حبان ٢/ ٢٧٢، وفيه سعد بن أوس، صدوق له أغاليط. اهـ التقريب (٢٢٣١)، وفيه مصدع أبو يحيى؛ فيه تشيع، وقال الحافظ: مقبول، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: محمد بن دينار، وسعد بن أوس، ومصدع ضعفاء بمرة. اهـ انظر نصب الراية ٤/ ٣٢٢، قال ابن الأعرابي: بلغني عن أبي داود أنه قال هذا الإسناد ليس بصحيح.
وقال ابن عدي في الكامل ٦/ ١٩٨: وقوله: ويمص لسانها في المتن لا يقوله إلا محمد بن دينار وهو الذي رواه. وقال الحافظ في الفتح ٤/ ١٥٣: وإسناده ضعيف. اهـ وعليه فهذه زيادة منكرة لم تأت إلا من هذا الطريق الضعيف، وضعفه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٥٤٤)، وكذا الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٢٥٣)، وضعف إسناده الحافظ في الفتح (٤/ ١٥٣)، والتلخيص الحبير (٢/ ١٩٤).
(٤) نيل الأوطار (٤/ ٢٧٥)، عون المعبود (٤/ ٧/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>