[الوجه الرابع: ظلال الجنة ليس المسئول عنها طلوع شمس ولا دوران أرض.]
اللَّه قادر على أن يجعل هناك ظلًا ليس المسئول عنه لا طلوع شمس، ولا دوران أرض: فهذا إثبات من القرآن أن الظل قد يتسبب فيه مسببات كثيرة، وقد تنعدم المسببات.
قال تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦)} (يس ٥٥: ٥٦)، وقال:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ}(المرسلات: ٤١) فمع أن اللَّه يثبت أنه ليس في الجنة شمسًا حتى تكون دليلًا على ظلال الجنة؛ قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (١٣) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (١٤)} (الإنسان: ١٣ - ١٤).
قال الشوكاني: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} والجنة كلها ظلٌّ لا شمس معه (١).
[الوجه الخامس: تحقيق قول المفسرين: (لولا الشمس ما كان الظل).]
ذكر ابن كثير أن المفسرين فسروا قوله تعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} بتفسيرين وهما:
١ - القول الأول: لولا أن الشمس تطلع على الظل لما عرف؛ فإن الضد لا يعرف إلا بضده، فلولا الشمس لم يعلم أن الظل شيء؛ إذ الأشياء إنما تعرف بأضدادها، والمعنى أي: