للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد في إنجيل متى (٨: ١١ - ١٢): "١١ وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، ١٢ وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ".

[التعليق على البشارة]

وذلك القول من المسيح تنويهٌ بأمة محمّد - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ليسُوا من الذين خاطبهم المسيح - عليه السلام - بهذا الكلام، فهم الذين يكونون في رفقة إبراهيم وإسحاق ويعقوب. قال الله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ٦٨]. (١)

[البشارة رقم (١١)]

ورد في رسالة يوحنّا الأولى (٤: ١ - ٤): "١ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لَا تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ الله؟ لأَنَّ أنبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. ٢ بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ الله: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ الله، ٣ وَكُلُّ رُوحٍ لَا يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ الله. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ."

[التعليق على البشارة]

لقد شهد الحواريّ بأنّ محمّدًا - صلى الله عليه وسلم - من عند الله؛ لأنّ محمّدًا قد آمن أن المسيح قد جاء وكان جسدانيًا، فأما اليهود فلم يؤمنوا بالمسيح ولا كثير من أهل ذلك الزمان. واليهود إلى الآن في انتظار مسيح آخر. ولا مسيح يأتي سوى المسيح الدجّال الكذّاب الذي حذرت منه الأنبياء عليهم السلام.

فهذا الحواريّ يوحنّا قد شهد بصدق محمّد - صلى الله عليه وسلم - وأمته، وأن اعتقادهم في المسيح هو الاعتقاد الحقّ، وقد أكذب النصارى بقوله هذا في دعوى ربوبية المسيح؛ إذ فرَّق في قوله بين الله وبين المسيح. وشهد أن الله غيرُه وأنهُ غيرُ الله. (٢)


(١) انظر: المصدر السابق.
(٢) تخجيل من حرف التوراة والإنجيل (٢/ ٧١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>