للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - فبعث بها إليه فأخذها مروان وأمر بإحراقها (١).

[سمات جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.]

كان من نتائج الجمع في العهد البكري أن سجل كامل القرآن الكريم وقيد بالكتابة، وزال الخوف من ضياعه بوفاة حملته وقرائه. وحفظ كله في موضع واحد، بعد ما كان مبعثرًا في أماكن متفرقة. وأجمع الصحابة كلهم على ما سجل فيه. وأصبح بمنزلة وثيقة وسجل يُرجع إليه وقت الضرورة. وزالت شبهة بدعة الجمع من أذهان كثير من الصحابة (٢).

لذلك اتسم جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق بعدة سمات من أبرزها:

أولًا: جمع القرآن على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبيت العلمي.

ثانيًا: أنه اقتصر فيه على ما لم تنسخ تلاوته، وتجريده مما ليس بقرآن. (٣)

ثالثًا: أنه جمع في مصحف واحد.

رابعًا: موافقته لما ثبت في العرضة الأخيرة.

خامسًا: إجماع الصحابة على صحته ودقته، وعلى سلامته من الزيادة والنقصان، وتلقيهم له بالقبول والعناية، حتى قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر، فإنه أول من جمع بين اللوحين" (٤).

سادسًا: أنّ هذا الجمع كان مرتب الآيات باتفاق. واختلف العلماء في السور أكانت مرتبة في هذا الجمع أم أن ترتيبها كان في عهد عثمان - رضي الله عنه -؟ .

سابعًا: اتفق العلماء على أنه كُتبَ نسخة واحدة من القرآن في هذا الجمع حفظها أبو بكر؛ لأنه إمام المسلمين.


(١) المصاحف: ١/ ١٧٧: ١٧٩، الفتح: ٩/ ١٦، ٢٠، مناهل العرفان: ١/ ٢٥٢.
(٢) جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين د. عبد القيوم عبد الغفور السندي ١/ ٣٣.
(٣) مناهل العرفان في علوم القرآن ١/ ١٧٨.
(٤) سبق تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>