للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَالِبًا بَلِيد الْفَهْم ثَقِيل عَنْ الْعِبَادَةِ كَمَا هُوَ مَشْهُور (١).

وقوله في حديث مسلم: "ثُمَّ يَخْلُف قَوْم يُحِبُّونَ السَّمَانَة" وَفِي رِوَايَة: "وَيَظْهَر قَوْم فِيهِمْ السِّمَن" قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء فِي مَعْنَى هَذَا الحدِيث: المُرَاد بِالسِّمَنِ هُنَا: كَثْرَة اللَّحْم، وَمَعْنَاهُ أنَّهُ يَكْثُر ذَلِكَ فِيهِمْ، قَالُوا: وَالمُذْمُوم مِنْهُ مَنْ يَسْتكسِبُهُ، وَأَمَّا مَنْ هُوَ فِيهِ خِلْقَة فَلَا يَدْخُل فِي هَذَا، وَالمُتكَسِّب لَهُ هُوَ المتوَسِّع فِي المأْكُول وَالمُشْرُوب زَائِدًا عَلَى المْعْتَاد، وَقِيلَ: المُرَاد بِالسِّمَنِ هُنَا أَنَّهُمْ يَتكَثَّرُونَ بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ، وَيَدَّعُونَ مَا لَيْسَ لَهُمْ مِنْ الشَّرَف وَغَيْره (٢).

فمما سبق يتبين الخير في الأولين، والبلادة والسمنة وعدم الورع والزهد والإقبال على ما ليس من حق في الآخرين أو في معظمهم إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، لذلك كان السابقون لدرجة السابقين كثر في الأولين وقليل في الآخرين، فقال تعالى عن السابقين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} أما أصحاب اليمين فهي منزلة أقل من منزلة السابقين، فكان السابقون لها في الأولين والآخرين كثير؛ فلذلك قال: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.

[الوجه الرابع: التناقض في الكتاب المقدس.]

هل أنجبت ميكال أم لا؟

(وَلَمْ تُنْجِبْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ وَلَدًا إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا ((صموئيل الثاني ٦/ ٢٣).

(فَأَخَذَ المُلِكُ، أَرْمُويبَ وَمَفِبيُوشَثَ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُما لِشَاوُلَ، وَأَبْنَاءَ مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لِعَدْرِيئيلَ ابْنِ بَرْزِلايَ المُحُولِيِّ) (صموئيل الثاني ٢١/ ٨) (٣).

* * *


(١) فتح الباري (٥/ ٣٠٨).
(٢) شرح النووي (٨/ ٣٢٨).
(٣) وانظر تفصيل ذلك في بحث (تحريف الكتاب المقدس).

<<  <  ج: ص:  >  >>