للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوجه الأول: المكر في اللغة.]

يأتي بمعاني: منها:

١ - المَكْرُ: احتيال في خُفية.

٢ - ابن سيده: المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال.

٣ - والمَكْرُ: المَغْرَةُ. وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ: مصبوغ بالمَكْرِ، وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبه فاخْتَضَبَ.

٤ - والمكر: نوع من النبات.

٥ - والمكر: السقيا. (١)

٦ - المكر التدبير والتخطيط. فيقال: فلان يمكر لك: أي يدبر ويخطط له.

فكلمة المكر في لغة العرب ليست على معنى واحد.

الوجه الثاني: المكر بمعنى الاحتيال أو الخديعة ليس مذمومًا مطلقًا.

وذلك أن العرب كانت تطلق صفة المكر على معنين:

المعنى الأول: معنى محمود: وهو أن المكر والدهاء يطلقان على من يستدرج عدوه، أو من لا يغلبه عدوه، فكانوا يمدحون من كانت هذه صفته.

المعنى الثاني: مذموم: وذلك يطلق على من يمكر بأوليائه ومن كان قريبًا منه، لاحتلال مكانته إذا كان ذا جاه أو سلطان، أو لنيل مال أو امرأة أو غير ذلك مما يتنازع عليه الناس في أمور الدنيا. وهذا يحتاج إلى تدبير وتخطيط وتفكير.

[الوجه الثالث: التشابه في الأسماء لا يلزم منه التشابه في المسميات.]

من المعلوم أن القرآن نزل بلغة العرب، وتفهم مفرداته بحسب لغة العرب، وذلك باختيار المعنى المناسب للنص، ووروده فيه، فقد تأتي لفظة في القرآن أو السنة، وتتكرر، ويقصد بها في موضع معنى، وفي موضع آخر معنى مختلف، وهكذا.


(١) لسان العرب لابن منظور ٥/ ١٨٣، ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>