وقد نزلت بأتباع مارون الاضطهادات وصنوف الأذى، فلم يجدوا لهم ملجأ إلا الفرار والاعتصام بمدن جبل لبنان، وقد تحايلت الكنيسة الكاثوليكية عليهم وقربتهم إليها، فأعلنوا لها الطاعة والاتحاد معها سنة ١١٨٢ م، على أن يبقوا على رأيهم وبطريركهم الخاص بهم وإن كان يقر بالرياسة لبابا روما.
[(ج) السريان]
هم من طوائف المسيحيين الآسيويين يقولون إن المسيح ذو طبيعة واحدة (مثل أقباط مصر) لكنهم يعترفون برياسة الكنيسة الكاثوليكية عليهم وإن كان لهم رأيهم وبطريركهم الخاص بهم.
ثانيًا: الأرثوذكس:
١ - تسمى كنيستهم الكنيسة الشرقية أو اليونانية، أو كنيسة الروم الشرقيين لأن أتباعها كانوا من الروم الشرقيين، أي من شرق أوروبا كروسيا ودول البلقان واليونان.
٢ - مقر هذه الكنيسة الأصلي كان مدينة القسطنطينية، بعد انفصالها عن كنيسة روما سنة ١٠٥٤ م، وتتبع تلك الكنيسة نظام الإكليروس، ويبدأ من البطريرك ويليه في الرتبة المطارنة، ثم الأساقفة ثم القمامصة وهم قسس ممتازون يليهم القسس العاديون.
[معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية]
١ - أصرت الكنيسة الشرقية على أن روح القدس نشأ عن الله الآب فقط.
٢ - قالت بأفضلية الإله الآب عن الإله الابن.
٣ - تصر الكنيسة الشرقية على أن المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة.
٤ - لم تقبل الكنيسة الشرقية أكل الدم المخنوق ورفضت إباحة أكل دهن الخنزير للرهبان.
وهناك طوائف أخرى تتبع المذهب الأرثوذكسي، وإن كانت كنائسها مستقلة عنها وهي:
[(أ) الكنيسة المصرية]
ورئيسها هو بطريرك القبط المقيم بالقاهرة، ويدعى حاليا بابا الإسكندرية ورئيس الإفريقيين المسيحيين، ويتبعه في هذه الرياسة سكان الحبشة المسيحيون، فهم خاضعون لبطريرك الكنيسة القبطية، وهو يعين لهم أسقفا يسوسهم.