للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيض ولا نفاس ولا نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم؛ ولا عبادة تنشأ إلا لمن أراد أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دار عمل.

[الوجه السابع: كما أن مسألة الجماع والنوم في الجنة تختلف عنها في الدنيا؛ فكذلك نقول في مسألة العرق.]

إنَّ شَرَابَ الجَنَّةِ وَكَذَا أَكْلُهَا إنَّمَا هُوَ تَلَذُّذٌ صِرْفٌ وَشَهْوَةٌ لَا عَنْ جُوعٍ وَعَطَشٍ وَلَا نَوْمَ فِيهَا، وَلَا بَوْلَ وَلَا غَائِطَ وَإِنَّمَا رَشْحُهُمْ المسْكُ. (١)

عن أبي الدرداء قال: ليس في الجنة مني ولا منية، إنما يدحمونهن دحمًا. (٢)

عن طاوس قال: أهل الجنة ينكحون النساء ولا يلدن، ليس فيها مني ولا منية. (٣)

كما قال - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: أفي الجنة نوم؟ قال: النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون. (٤)

[الوجه الثامن: إذا تذكرنا أن أكل الجنة يختلف عن أكل الدنيا زال الإشكال.]

فطعام الجنة يختلف عن طعام الدنيا.

وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: أنه ليس بين أشياء الجنة وأشياء الدنيا إلا الأسماء، أما الكيفيات فتختلف.

[طعام أهل الجنة، وطعام أهل الدنيا]

فطعام أهل الجنة ليس به هرمونات تسبب لهم فشل كلوي، ولا سرطان، ولا تلبك معوي: فانظر إلى جودة طعامهم (ألين من الزبد، وأحلى من العسل).

فالطب يقرر أنه كلما طاب الطعام وكان ذا جودة صحيًا، فإن العمليات الهضمية تسير في أحسن أحوالها؛ بل إن نوعية ما يأكله الإنسان يؤثر في لون ورائحة بوله وغائطه: (فلقد أكل الصحابة ورق الشجر حتى إن غائطهم كالبعر).


(١) حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني (١/ ٢٩٤).
(٢) أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، والأصبهاني في الترغيب. انظر: الدر المنثور (١/ ٥٥).
(٣) أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد. انظر: الدر المنثور (١/ ٥٥).
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٩١٩). وصححه الألباني في الصحيحة (١٠٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>