للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الراغب: درس الكتاب ودرست العلم تناولت أثره بالحفظ (١).

قال الآلوسي: والضمير في {دَرَسْتَ} إما لليهود لاشتهارهم بالدارسة أي دارست اليهود محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وإما للآيات وهو في الحقيقة لأهلها أي دارست أهل الآيات وحملتها محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهم أهل الكتاب. ثم قال: {وَلِنُبَيِّنَهُ} عطف على {لِيَقُولُوا} واللام فيه للتعليل المفسر ببيان ما يدل على المصلحة المترتبة على الفعل عند الكثير من أهل السنة. ولا ريب في أن التبيين مصلحة مرتبة على التصريف، والضمير للآيات باعتبار التأويل بالكتاب أو للقرآن، وإن لم يذكر لكونه معلومًا أو لمصدر {نُصَرِّفُ} كما قيل أو نبين أي ولنفعلن التبيين {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (٢).

قال القرطبي: وفيه معنى التهديد، أي فليقولوا بما شاءوا؛ فإن الحق بين، كما قال عز وجل: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} فأما من كسر اللام فإنها عنده لام كي (٣).

[الشبهة التاسعة]

التي تتعلق بقوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)} [آل عمران: ٧٥].

نص الشبهة: في هذه الآية يتحدث الله إلى النبي ويخبره أن بعض أهل الكتاب أمين يرد دَينَهُ بدون أن تكتب عليه ما يثبت الدَّين. وبعضهم غير أمين لا يرد دَينَهُ إلا إذا كتبت عليه الدَّين {مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}، والآن هل يعقل أن يحدث الله النبي الذي يجهل الكتابة هكذا ويقول له {مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}؟ أم أن هذا النبي يعرف الكتابة والقراءة.

الرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: التفسير الصحيح لقوله: {لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}.


(١) مفردات القرآن ١/ ٤٦٥ - مادة درس.
(٢) روح المعاني ٥/ ٤٧٠ - الأنعام ١٠٥.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٧/ ٥٩ - الأنعام ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>