للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت" (١).

[الوجه الثاني: نشأة يزيد بن معاوية.]

١ - نشأته نشأة سليمة في البادية ثم تحت رعاية أبيه: حيث عمل معاوية - رضي الله عنه - جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد، وتنشئته التنشئة الصحيحة، ليشب عليها عندما يكبر، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية، وكانت من الأعراب، وكانت من نسب حسيب، ومنها رزق بابنه يزيد (٢) من أن تتولى تربيته في فترة طفولته، وأحب معاوية - رضي الله عنه - أن يشب يزيد على حياة الشدة، والفصاحة، فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية، ويتحلى بشمائل النخوة والشهامة والكرم والمروءة، إذ كان البدو أشد تعلقًا بهذه التقاليد كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية، وذلك لكي يكتسب قدرًا من الفصاحة في اللغة، كما هو حال العرب في ذلك الوقت.

وعندما رجع يزيد من البادية، نشأ وتربى تحت إشراف والده، ونحن نعلم أن معاوية - رضي الله عنه - كان من رواة الحديث (٣)، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث، وبعض أخبار أهل العلم. مثل حديث: من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، وحديث آخر في الوضوء، وروى عنه ابنه خالد، وعبد الملك بن مروان، وقد عدّه أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة، وهي الطبقة العليا. (٤)


(١) صحيح لغيره. أخرجه أخرجه الطيالسى (٤٣٨)، وأحمد (٤/ ٢٧٣)، قال أبو داود: حدثني داود بن إبراهيم الواسطي وكان ثقة قال حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير به.
ورجاله ثقات سوى حبيب بن سالم وقد قال الحافظ: لا بأس به.
قال الألباني: من طريق أحمد رواه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب". (١٧/ ٢) وقال: هذا حديث صحيح، وإبراهيم بن داود الواسطي وثقه أبو داود الطيالسي، وابن حبان، وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح. اهـ من الصحيحة (٥) وصححه هناك.
(٢) انظر: ترجمتها في تاريخ دمشق لابن عساكر تراجم النساء (٧٠/ ١٣٠).
(٣) تهذيب التهذيب لابن حجر (١٠/ ٢٠٧).
(٤) البداية والنهاية لابن كثير (٨/ ٢٢٧: ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>