للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٢ - أخلاق عائشة مع أم حبيبة - رضي الله عنهما.]

لقد رأى البعض أن عائشة كانت سيئة الأخلاق مع أم حبيبة؛ لأنه عندما قتل معاويةُ بن أبي سفيان محمدَ بن أبي بكر وأحرقه في جيفة حمار بعثت أم حبيبة إليها بكبش مشوي؛ وقالت لها: هكذا شوي أخوك فقالت عائشة: يا ابنة العاهرة، والله لا أكلت شواء أبدًا. فلم تأكل شواء حتى ماتت، ويتساءل: كيف يقع مثل هذا الشتم ممن وصفت بأم المؤمنين؟ ! .

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: إيراد هذه الرواية التي اعتمدوا عليها، وبيان حالها.

الوجه الثاني: تعريف مختصر بأم حبيبة وفضائلها.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: بيان حكم الرواية.]

عن يزيد بن أبي حبيب قال: بعث معاويةُ عمروَ بن العاص في سنة ثمان وثلاثين إلى مصر ومعه أهل دمشق؛ عليهم يزيدُ بن أسد البجلي، وعلى أهل فلسطين رجل من خثعم، ومعاوية بن حديج على الخارجة، وأبو الأعور السلمي على أهل الأردن؛ فساروا حتى قدموا مصر، فاقتتلوا بالمسناة، وعلى أهل مصر محمد بن أبي بكر؛ فهزم أهل مصر بعد قتل شديد في الفريقين جميعًا.

قال عمرو: وشهدت أربعة وعشرين زحفًا فلم أرَ يومًا كيوم المسناة، ولم أرَ الأبطال إلا يومئذ، فلما هزم أهل مصر، تغيب محمد بن أبي بكر، فأخبر معاوية بن حديج بمكانه، فمشى إليه فقتله، وقال: يُقتل كنانة بن بشر ويترك محمد بن أبي بكر؟ وإنما أمرهما واحد، ثم أمر به معاوية بن حديج فجر فمر به على دار عمرو بن العاص، لما يعلم من كراهيته لقتله، ثم أمر به بجادًا التجيبي فأحرقه في جيفة حمار. (١)


(١) ضعيف. أخرجه محمد بن يوسف الكندي في كتاب الولاة والقضاة (١/ ٨) من طريق: محمد بن موسى الحضرمي قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن عميرة قال: حدثنا عبد الله يوسف، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب به؛ وهو مرسل؛ يزيد بن أبي حبيب من الخامسة وكان يرسل كما في التقريب (٧٧٠١).
والإسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وبقية رجاله لم أجد فيهم كلامًا بجرح أو تعديل.
وللحديث طريق آخر عن يزيد بن حبيب أخرجه الكندي في ولاة مصر (١/ ٨) من طريق: أبي سلمة أسامة التجيبي قال: حدثني زيد بن أي زيد، عن أحمد بن يحيى بن وزير، عن إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>