للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما عن آية سورة (ق) {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} فقد تقدم هذه الآية قوله سبحانه: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩)} [ق: ١٩] (١).

الوجه الثاني: الجمع بين قوله: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا}، وبين قوله سبحانه: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} وما في الباب من آيات

أولًا: بيان معنى قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: ٩٧]، وهذا على قولين:

الأول: عميًا، لا يرون شيئًا يسرهم بكمًا لا ينطقون بحجة صمًا لا يسمعون شيئًا يسرهم (٢)، وهذا قول ابن عباس (٣).

الثاني: عميًا عن النظر إلى ما جعله الله لأوليائه، بكمًا عن مخاطبة الله، ومخاطبة الملائكة المقربين، صمًا عن ثناء الله على أوليائه. (٤)

وعلى كلا المعنيين للآية فُهم المراد وبعد ما ذكر ابن الجوزي هذا القول قال: وهو قول الأكثرين.

ثانيًا: بيان معنى قوله سبحانه: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}

المعنى الأول: ذليل.

عن ابن عباس قوله: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ذليل. (٥)

عن مجاهد في قوله: {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} قال: ذليل. (٦)


(١) الطبري ٢٥/ ٤١، القرطبي ١٦/ ٤٤، الخازن ٤/ ١٠٣، ابن كثير ١٢/ ٢٩١.
(٢) النكت والعيون ٣/ ٢٧٥، زاد المسير ٥/ ٩٠، الرازي ٢١/ ٦١، القرطبي ١٠/ ٣٣٩.
(٣) الطبري ١٥/ ١٦٧ بإسناده. وفيه علي بن أبي طلحة صدوق قد يخطئ، قال أبو حاتم: لم يسمع من ابن عباس التفسير. وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود: وسئل يعني: صالح بن محمد عن علي ممن سمع التفسير قال: من لا أحد. تهذيب الكمال، التقريب.
(٤) زاد المسير ٥/ ٩٠، الرازي ٢١/ ٦١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (١٨٤٩٠)، قال حدثنا أي حدثنا أبو صالح حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به. . . وقد تقدم الكلام في علي بن أبي طلحة في الوجه الأول.
(٦) الطبري ٢٥/ ٤٢ من طريق ابن أبي نجيح عن كمجاهد به. . . وابن أبي نجيح مدلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>