للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧)} كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ. (١)

[الوجه الثامن عشر: إعجاز القرآن في كثرة علومه ومعارفه.]

قال السيوطي: فهذه ثمانون نوعًا من أنواع علوم القرآن على سبيل الإدماج، ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة، وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفتُ على كثير منها. (٢)

قال الزركشي: واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره، ثم لم يحكم أمره، ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله، والرمز إلى بعض فصوله؛ فإنَّ الصناعة طويلة، والعمر قصير، وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير! (٣)

وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل: الطبّ، والجدل، والهيئة، والهندسة، والجبر، والمقابلة والنجامة، وغير ذلك:

- أما الطبّ فمداره على حفظ نظام الصحة، واستحكام القوة؛ وذلك إنما باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة، وهي قوله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧]، وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاله وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله تعالى: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: ٦٩]، ثم زاد على طب الأجسام بطب القلوب وشفاء الصدور.

- وأما الهيئة ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بثّ في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.

- وأما الهندسة ففي قوله: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠)} [المرسلات: ٣٠].


(١) البخاري (٤٥٧٣).
(٢) الإتقان في علوم القرآن (١/ ٣٠).
(٣) البرهان في علوم القرآن (١/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>