للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أولئك الذي يعجزون عن فعل المعجزات ممن يؤمن بقدسية هذا النص، فهؤلاء لا إيمان لهم، إذ يحكى متى عن تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد ليسألوه عن سبب إخفاقهم في شفاء المصروع فأجابهم: "فَقَال لَهُمْ يَسُوعُ: "لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لهِذَا الجبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيءٌ غَيْرَ مُمكنٍ لَدَيْكُمْ." (متى ١٧/ ٢٠).

وعليه فكل مؤمن نصراني يستطيع إحياء الموتى وشفاء المرضى وإخراج الشياطين ... ، وإن لم يصنع ذلك فليس بمؤمن.

ويبالغ يوحنا في عرضه للمعجزات التي يتوارثها النصارى عن المسيح، إذ يقول في نص آخر بأن المسيح قال لليهود: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحفَظُ كَلَامِي فَلَنْ يَرَى المَوْتَ إِلَى الأَبَدِ". "وفهم اليهود منه موتًا حقيقيًّا فقالوا: "أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟ " " فلم يتهمهم بسوء الفهم بل قال لهم: "أَجَابَ يَسُوعُ: "إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، " (يوحنا ٨/ ٥١ - ٥٤).

إذًا هذه النصوص تتحدث عن معجزات يصنعها المؤمنون، فهل يتحقق شيء منها في حياة أولئك الذين يدعون الإيمان بالمسيح؟ .

[٣ - التعويض السريع في الدنيا]

ومن الأمور التي ذكرتها الأناجيل أيضًا، ويكذبها واقع الناس ما جاء في مرقس أن بطرس قال للمسيح: ": "هَا نَحْنُ قَدْ تركْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ". فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَال: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ أَحَدٌ تركَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلَادًا أَوْ حُقُولًا، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلَّا وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلَادًا وَحُقُولًا، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفي الدَّهْرِ الآتِي الحْيَاةَ الأَبَدِيَّةَ." (مرقس ١٠/ ٢٨ - ٣٠) ومثله في متى: "وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلَاةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالونَهُ"." (متى ١٩/ ٢٩)، وفي لوقا: "وَيَأْخُذُ فِي هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً" (لوقا ١٨/ ٢٩ - ٣٠).

وحار المحققون في فهم كيفية الحصول على هذا التعويض، كيف يمكن للإنسان أن يصبح

<<  <  ج: ص:  >  >>