٢ - الله يأمر بالفاحشة: ومنها أن الله أراد أن يصور حال بني إسرائيل معه وإدبارهم عن عبادته إلى عبادة الأصنام، فأمر نبيه باتخاذ جومر الزانية زوجة تنجب له من غيره أبناء زنا" أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَال الرَّبُّ لِهُوشَعَ:"اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلَادَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ"." (هوشع ١/ ٢)، وفي موضع آخر "وَقَال الرَّبُّ لِي: "اذْهَبْ أيضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ"." (هوشع ٣/ ١).
تقول مقدمة السفر في نسخة الرهبانية اليسوعية: "في جرأة هوشع النبي ما يدهش، فإنَّه يجسد في حياته الخاصة تجسيدًا رمزيًا ما من علاقات بين الرب وشعبه الخائن. . كان ولا يزال زواج هوشع أكثر الأمور جدلًا في التفسير الكتابي. . ولا يرجح على كل حال أننا أمام مجرد استعارة. . ليس زواج هوشع خيالًا، بل رمز، ولذلك فمن شبه المستحيل وغير المفيد أن نهتدي إلى الحدث التاريخي الذي فيه، إنه عمل نبوي، مثل تلك الأعمال التي قام بها الأنبياء (راجع إشعيا ٢٠/ ١ - ٦، وأعمال الرسل ٢١/ ١٠ - ١٤)، والتي يفسرونها هم بأنفسهم".